کد مطلب:109818 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:157
وهی إحدی الخطب المشتملة علی الملاحم الْحَمْدُ للهِِ الْأَوَّلِ قَبْلَ كُلِّ أَوِّل، وَالْآخِرِ بَعْدَ كُلِّ آخِر، بِأَوَّلِیَّتِهِ وَجَبَ أَنْ لاَ أَوَّلَ لَهُ، وَبِآخِرِیَّتِهِ وَجَبَ أَنْ لاَ آخِرَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ شَهَادَةً یُوَافِقُ فِیهَا السِّرُّ الْإِعْلاَنَ، وَالْقَلْبُ اللِّسَانَ. أَیُّهَا النَّاسُ، لاَ یَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِی، وَلاَ یَسْتَهْوِیَنَّكُمْ عِصْیَانی، وَلاَ تَتَرَامَوْا بِالْأَبْصَارِ عِنْدَ مَا تَسْمَعُونَهُ مِنِّی. فَوَالَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ، وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، إِنَّ الَّذِی أُنَبِّئُكُمْ بِهِ عَنِ النَّبِیِّ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، مَا كَذَبَ الْمُبَلِّغُ، وَلاَ جَهِلَ السَّامِعُ. لَكَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَی ضِلِّیلٍ قَدْ نَعَقَ بِالشَّامِ، وَفَحَصَ بِرَایَاتِهَ فِی ضَوَاحِی كُوفَانَ. فإِذَا فَغَرَتْ فَاغِرَتُهُ، وَاشْتَدَّتْ شَكِیمَتُهُ، وَثَقُلَتْ فِی الْأَرْضِ وَطْأَتُهُ، عَضَّتِ الْفِتْنَةُ أَبْنَاءَهَا بِأَنْیَابِهَا، وَمَاجَتِ الْحَرْبُ بِأَمْوَاجِهَا، وَبَدَا مِنَ الْأَیَّامِ كُلُوحُهَا، وَمِنَ اللَّیَالِی كُدُوحُهَا. فَإِذَا یَنَعَ زَرْعُهُ، وَقَامَ عَلَی یَنْعِهِ، وَهَدَرَتْ شَقَاشِقُهُ، وَبَرَقَت بَوَارِقُهُ، عُقِدَتْ رَایَاتُ الْفِتَنِ الْمُعْضِلَةِ، وَأَقْبَلْنَ كَالْلَیْلِ الْمُظْلِمِ، وَالْبَحْرِ الْمُلْتَطِمِ. هذا، وَكَمْ یَخْرِقُ الْكُوفَةَ مِنْ قَاصِفٍ، وَیَمُرُّ عَلیْهَا مِنْ عَاصِفٍ ! وَعَنْ قَلِیلٍ تَلْتَفُّ الْقُرُونُ بِالْقُرُونِ، وَیُحْصَدُ الْقَائِمُ، وَیُحْطَمُ الْمَحْصُودُ !
ومن خطبة له علیه السلام